٢٩‏/١٢‏/٢٠٠٩

إسرائيل- دولة المعجزات الاقتصادية ايلاف 26-12-2009

بعد ان تعرض لحادثة دراجة هوائية في تل ابيب، تبين لآفي يرون،مهندس اسرائيلي في مستهل العمر، أنه يشكو من ورم خبيث في المخ يجب استئصاله عن طريق عملية جراحية. ولم يخف عنه الطبيب خطورة العملية التي ستؤدي في افضل الحالات الى شل نصف جسمه. وبدلا من اليأس والقنوط بدأ آفي بالتحري ودراسة العلوم التي تنقصه لفهم المخ، يحدوه طموح جارف بامكانية التوصل الى حل. واستفسر من الطبيب الاخصائي عن الفرص لتلافي اجراء العملية الجراحية. فأكد له الاخصائي، انه بغية الاستغناء عن العملية الجراحية، فهو بحاجة الى تصوير دقيق ثلاثي الابعاد. وبدلا من ان يخضع لعملية جراحية، قرر آفي اقامة شركة " انفيزين " توصلت في نهاية المطاف الى تطويرجهاز تصوير يدس عبر فتحة صغيرة في الرأس، يتمكن من التقاط صور دقيقة لها ثلاثة ابعاد في متاهات المخ. هذا الاختراع لم ينقذ حياة آفي فحسب، بل اسعف عشرات الالاف من البشر على وجه المعمورة في تلافي المخاطر التي تنطوي عليها العملية الجراحية الاعتيادية وتقليص فترة النقاهة بصورة ملحوظة.
هذه القصة لا تعبرعن الابداع والابتكار لدى الشبيبة الاسرائيلية فحسب، بل هي تروي ضمنا كيف تقلدت اسرائيل دورا قياديا في مبادرات الهاي تك في الحلبة الدولية وساهمت في تحسين نوعية الحياة لدى الاسرة الدولية بدون تمييز.


اسرار نجاح اسرائيل في مجال الاستحداث التكنولوجي تضمنها مؤخرا كتاب جديد عنوانه "دولة المبادرات" بقلم دان سينورالامريكي وسول سنغر الاسرائيلي. يبلغ عدد سكان اسرائيل 7،1 مليون، اي ما يعادل سكان عدد من احياء القاهرة، ولكنها اكثر المناطق كثافة في عدد المبادرات التكنولوجية في العالم. اذ يفوق عدد الشركات الاسرائيلية المسجلة في سوق ناسداك الامريكية- باستثناء االشركات الامريكية- جميع الشركات الاخرى بما فيها الاوربية مجتمعة.


ويحاول الباحثان تفسير هذا اللغز، سيما وان اسرائيل دولة عمرها 61 عاما فقط،وخاضت عدة حروب وهي تفتقر الى مصادر طبيعية. بلغت الاستثمارات التنكولوجية التي تدفقت على اسرائيل خلال سنة 2008 ملياري دولار، في وقت شهد خلاله العالم ازمة اقتصادية كبيرة. هذا المبلغ يفوق ما ضخته الاستثمارات في بريطانيا او المانيا وفرنسا سوية في المجالات التكنولوجية. وبضمن العوامل التي تفسر هذا التفوق يشير الكتاب الىمميزات مهمة مثل المرونة الفكرية، روح المجازفة، الابتكار، عدم الالتزام بالنص بصورة دقيقة،تشجيع التساؤل والاستفسار عن كل ما هو بديهي،الانتقاد البناء وعدم الالتزام بالاوامر روحا ونصا، سيما تلك التي تعترض التوصل الى الهدف المنشود.

ان تركيبة المجتمع الاسرائيلي على الطريقة الاشتراكية تشجع تخطي الفوارق الطبقية وتفسح المجال للحوار بين شرائح المجتمع العليا والدنيا من باب التكافؤ وبدون تكليف. ونجد الثقافة العسكرية متأثرة الى درجة كبيرة بطبيعة المجتمع في اسرائيل، وهولا يولي اهمية كبرى للرموز الطبقية، مثل تأدية التحية لمن هو ارفع منصبا ولاعيب ان يقدم ضابط القهوة لمن هو ادنى منه منصبا. هذه العادات لا ترفع الكلفة فحسب بل تزيد من الانتاجية، وفقا للباحثين. وانني اتذكر جيدا من خلال عملي كمستشارة اعلامية لوزير الامن الداخلي في اواخر التسعينات كيف كان الوزير يتوجه الى الشرطي البسيط ليسأله عن تجربته من خلال المحك مع الجمهور قبل ان يتحدث مع كبار الضباط والمسؤولين. هذه الثقافة افسحت المجال امام الموظف والمطور الاسرائيلي مناقضة رأي المدير العام، سيما اذا كان مؤمنا وعلى ثقة بصحة الاتجاه الذي يقوده. في هذا المضمار يقدم المؤلفان العديد من الامثلة.

تشكل صادرات اسرائيل من التكنولوجيا 75% من مجمل الصادرات الاسرائيلية السنوية فيما يعمل فيها ما بين 10-15% من مجمل الايدي العاملة في البلاد. ويجمل سنغر تحليله ان الثقافة هي السبب الرئيسي في دوراسرائيل الريادي في التكنولوجيا. ولم يفوت الفرصة لتفنيد الادعاء بأن نجاح اسرائيل متأثربالجينات اليهودية ضاربا العديد من الامثلة التي تدعم رأيه. هذا التوجه معناه ان جميع شعوب العالم تستطيع الرقي على غرار الطريقة الاسرائيلية اذا توفرات لديها الظروف الصحيحة، وسيما الشعوب المجاورة لها. وردا على سؤال كيف يمكن تفسير عدم بروز شركة اسرائيلية عملاقة مثل نوكيا بالرغم من كل هذا الاستحداث فيقول المؤلف ان طبيعة الاسرائيلي الذي يفتقر الى الصبر وطول البال تحول دون تحقيق هذا التوجه حاليا. وهنا تبرز سمات الطبيعة العربية التي تتحلى بالصبر بسب نشأتها في ظروف صحراوية وتأثرها بتضاريس البادية. على هذا الاساس يمكن ان تتكاتف الجهود بين العربي والاسرائيلي لتطوير كبريات الشركات التي تعود بالمنفعة على الطرفين.


ويتوقع رئيس البنك العالمي سابقا جيمس ولفنزون ان يصل التكاثر السكاني لدى شعوب المنطقة في عام 2020 الى 350 مليون بضمنهم 100 مليون من طالبي العمل، وذلك في سياق مؤتمر رئيس الدولة شمعون بيرس:" التوجه نحو الغد" انعقد في القدس مؤخرا. ولا يسعنى هنا الا ان اطرح مجددا فكرة التعاون بين اسرائيل الرائدة في مجال التكنلوجيا والدول العربية المجاورة ذات الطاقات والقدرات البشرية.. ان مسؤولية الحكومات العربية تستدعي الاهتمام بمستقبل ابنائها كما هو متعارف عليه في الانظمة الجمهورية. والمطلوب خطة طويلة الامد تستهدف توفير اماكن عمل للجيل الصاعد وجيل المستقبل بدلا من التمسك بالشعارات الطنانة التي لا تساهم بشيئ في تقدم الشعوب العربية. واذا ما تمعنت الحكومات العربية في حساباتها فأنها ستجد في نهاية المطاف ان اسرائيل لا تشكل عائقا بوجه التقدم والازدهار فحسب، بل ان اسرائيل يمكن ان تكون السلم الذي يرفعها الى العلالي ويعود بها الى العصر الذهبي. ان مقاطعة اسرائيل معناها التفريط في مستقبل الشعوب العربية وحرمانها من الحياة الكريمة والمشاركة في فرص الانتاج القومي في المستقبل. واذا استطاع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ان يتوجه الى الرئيس السوري بشار الاسد ويقبله بعد كل ما تداولته وسائل الاعلام عن ضلوع الادارة السورية باغتيال والده من ناحية ودعم حزب الله من ناحية اخرى فلماذا لايستطيع العرب، في سبيل ابنائهم، تقبل اسرائيل دون تقبيلها؟


http://www.elaph.com/Web/opinion/2009/12/517450.htm






١٨‏/١٢‏/٢٠٠٩

التسامح العربي مفقود


تعقيب على تعليق بأن لا مانع لدى الدول العربية من التنازل عن اراض فيما بينها

خلاف بين فريقي كرة اقام الدنيا واقعدها بين الجزائر ومصر فيكف بالك باراضي؟ ان كان لا مانع لديك بان تبقى الاسكندرونة تحت سيطرة تركيا فأن سوريا لن تفرح لهذاالحل ولا تنسى ان سوريا هي صاحبة الحلم بسوريا الكبرى الذي لم تفلح في في تحقيقه حتى الآن.ولكنها طوعت لبنان لخدمة مصالحها وهذه دولة شقيقة وجارة!!فهل هذا حق الجار على الجار؟
http://www.elaph.com/Web/AkhbarKhasa/2009/12/513311.htm

١٦‏/١٢‏/٢٠٠٩

إسرائيل باتت دولة مهرجانات الموسيقى والرقص الشعبي العربي


GMT 21:50:00 2009 الثلائاء 15 ديسمبر


ليندا عبد العزيز من القدس: في نهاية الاسبوع الماضي شهدت مدينة القدس، مدينة السلام، وفقا لاغنية فيروز، حفلا ختاميا لمؤتمر "الفن لغة الحوار" تتويجا للمنتدى السنوي لتعزيز اواصر الصداقة والسلام بين فنانين يهودا وعربا، من خلال فنهم التعبيري. والتحمت فيه اناشيد السلام والاخاء باللغة العبرية والعربية والانكليزية مع اثنين من عمالقة الغناء داود داؤر من اصل ليبي الذي يلقى فنه الاعجاب في كافة انحاء المعمورة، ولبنى سلامة الحيفاوية التي تهتم بالاغاني الكلاسيكية وتؤدي دويت مع عدة فنانين اسرائيليين باللغة العبرية. وغنى داؤر اغنية "بحلم بيك" لعبد الحليم حافظ، بينما غنت سلامة لحنا عبريا شاعريا بصوتها الملائكي. وغصت قاعة العرض الارستقراطية في مبنى مركز الشبان المسيحيين في شرقي العاصمة بالحضور الناشط والفعال، يهودا وعربا، يتمايلون بين ليالي الصيف لفيروز وترانيم دينية من التوراة وسط التصفيق الحار... وغمرت هذه الاجواء روح من التفاؤل والتقارب احوج ما نكون اليها، في ديارنا هذه.


سبق هذا اللقاء احتفال السلام العالمي في مدينة حيفا التي استضافت المطربة اليزت البرازيلية الاصل، التي تغني من صميم حياتها، تصوغ كلماتها وترسم الحانها بابداع منقطع النظير. وهي تدعو الى الاخاء والمحبة والسلام بين الشعوب. تل ابيب احتفلت قبل ذلك ببضعة ايام بمهرجان العود السنوي بعد ان ارفض مهرجان العود الدولي في القدس والناصرة. وها نحن على عتبة مهرجان الرقص الشعبي العربي في مدينة ايلات مقابل ميناء العقبة الاردني الذي يستضيف طالبات من عشرات مدارس الرقص الشعبي العربي في البلاد وفنانات تحترفن الرقص وتتولعن به، قدمن من كل ارجاء المعمورة لعرض فنهن. ولا نغفل عيد الاعياد في حيفا بمناسبة حلول الاعياد اليهودية والاسلامية والمسيحية الى غيرها من المهرجانات والاحتفالات.



ولا يسعني في هذا المقام الا ان ابحث عن تفسيرلظاهرة المهرجانات عموما، التي تتصدرها مهرجانات السلام- وهي تعكس ثقافة جماهيرية للمصالحة والتسامح تشمل جميع شرائح المجتمع الاسرائيلي. عشرات الالاف من المشاركين، على امتداد فصول السنة يؤومون مختلف المهرجانات حتى المتخصصة ن منها بالأكلات الشعبية، ويخيل للناظر أن هذه الدولة في اجازة صيف تكاد لا تنتهي ابدا، مما يذكرني بطريفة عربية وفيها تلميح لما سيرد لاحقا.



عاد طالب عراقي في الثانوية الى البيت حاملا معه شهادة المدرسة في ختام السنة الدراسية وقدمها الى والده للتوقيع عليها كما كان متعارف عليه. وصعق الوالد بالفشل الذريع الذي مني به ابنه في جميع حقول التعليم: الادب، الرياضيات، الهندسة، التاريخ، الجغرافيا والاحياء. غير انه توقف لحظة عندما وقع بصره على الموضوع الوحيد الذي تفوق فيه ابنه: الغناء، حيث حصل فيه على درجة امتياز. فثار غضبه وانهال على ابنه بالضرب قائلا: ولك على هذا صخام الوجه، هم عندك خلق تغني؟ اي على خلفية هذا الفشل في المواضيع الدراسية فكيف يسعفك مزاجك ان تغني؟


وعلى غرار ذلك تتعاقب المهرجانات في اسرائيل الواحدة تلو الاخرى، وكأن المشاركين فيها بمعزل عن المشاكل اليومية! فاين هي ازمة المياه والفواتير المنتفخة التي تطرق ابوابنا في هذه الايام؟ وهل نسينا اضراب مؤسسة التأمين الوطني على خلفية مطالب بمكافأة الموظفين والبطالة في شمال البلاد التي تعدت ال- 10% ناهيك عن الاوضاع الامنية حيث اصيبت مؤخرا شابة اسرائيلية بجروح متوسطة بعد ان طعنها فلسطيني، فيما قام متطرفون باشعال النار في مسجد انتقاما على قرار نتنياهو تجميد الاستيطان مؤقتا فيما انطلقت الزعامة الاسرائيلية بدون توان بالتنديد والتوعد والاوساط الامنية تسعى للوصول الى الجاني قبل ان تتفاقم الاوضاع...وفي اشبه ما يكون بأعجوبة تم ضبط عشرات الاطنان من الاسلحة الفتاكة من كوريا الشمالية في طريقها الى احدى الاذرع الارهابية في الشرق الاوسط مع احتمال كبير انها استهدفت زرع الدمار في بيوتنا.


الحقيقة ان هذه المهرجانات التي يتغنى فيها الجمهور بالسلام ويحلم بمستقبل افضل تعكس العقلية الاسرائيلية التي تعيش تحت ضغوط مستمرة تجد لها منفذا للتهوية في التجمعات والنشاطات المبرمجة. وباتت كل بلدية تعكف على ابتكار مهرجان خاص بها لاستقطاب الجماهير، على ضوء التوجه العام لدى الشعب الذي يميل الى توظيف كل ما امكنه في العمل والترفيه وقطف الثمارفي اقصر وقت ممكن، على اساس انه لا علم لنا بما سيأتيه القدر غدا. هذا التوجه متاثر بالعقلية الغربية التي تكرس كل طاقاتها لاستغلال اقصى درجات الذات من منظور زمني محدود، مما يجعل من الوقت كنزا سريع الفناء ويدخلنا في دوامة نستهلك فيها طاقاتنا دون ان تترك لنا متسعا من الوقت لتوظيف مشاعرنا في الغير سواء من الاهل اوالاصدقاء، على عكس ما هو دارج في الشرق، حيث ان الوقت في وفرة والعجلة من الشيطان. والقناعة متيسرة والجيرة متوفرة. وعجلة الزمان تدور بطيئة متأنية. أين نحن من ذياك الزمان؟ والى اين تقتادنا هذه الهرولة المتواصلة بحيث ليس لدينا وقت لأي شيء!


نحن على سباق منهك مع الزمن وما علينا الا الاقتباس من جيراننا ومن حكمة الشرق. فهل هناك من يسعفنا بمهرجان للتأني على الطريقة الشرقية؟










١٠‏/١٢‏/٢٠٠٩

العودة الى عصر النهضة عن طريق التعليم وليس الارهاب

تعقيب على خبر : مجلس النواب الأميركي يقر مشروعا يطالب قنوات فضائية عربية « تهديد » أوباما بمواجه

من منظور عربي لايخدم العنف والارهاب الشعوب العربية التي هي احوج الى التعليم اولا واخيرا للرقي في سلم التقدم والازدهار. الارهابيون يريدون ان يجروا الجماهير العربية الى التخلف والظلام فيما يركزون القوة بايديهم على حساب المساكين. كان حري بالدول العربية ان تكون سباقة لقطع دابر التحريض على الارهاب فهو كالمخدرات عابرللحدود ومن شأنه ان يشكو الزعماء العرب منه الامرين في المستقبل

http://www.aawsat.com//comment.asp?section=4&did=547902&issueno=11335