٢٢‏/٥‏/٢٠١٠

عن موقع ايلاف: الفن الشرقي في قلب اورشليم القدس

استضاف بيت هؤمنيم (بيت الفنانين) في أورشليم -القدس هذا الشهر معرضا فنيا للتصوير يقع خارج إطار التيار المركزي السائد المتمثل بـ"ـالمين ستريم" الإسرائيلي. خلال السنوات الخمس الماضية ، طرق الفنان ميخا سمحون، وهو من اصل مغربي، أبواب متاحف عديدة تهتم بالفن، إلى أن لقي صدى ايجابيا لفكرته الرامية الى تتويج الموسيقيين اليهود من الدول العربية. ومما يثير الدهشة لأول وهلة، أن معرض الصور لفنانين يهود، تفانوا في سبيل فنهم العربي، استقطب زوارا إسرائيليين من اصل أوروبي أو ممن ولد في إسرائيل بجذورهم أوروبية وهم ممن تكون معرفتهم بالثقافة العربية وحضارتها ضئيلة إن لم تكن منعدمة. بدأ تدشين المعرض بندوة في نفس القاعة التي احتضنت صور العازفين المشهورين من اصل عراقي، مثل عازف القانون ابراهام سلمان وعازف الكمان الياس شاشا وعازف الناي البير الياس. وما ان انتهى النقاش حتى بدأت فرقة من العازفين، ظهرت صور عدد منهم في المعرض بمرافقة الآلات الموسيقية بمهارة فائقة وأناقة منقطعة النظير. اوتار تروي قصة عمر فني مديد يتراوح بين المد والجزر ، بين العز والمعاناة، أولها في الوطن الأم وآخرها في الوطن الجديد. وكم كانت بهجتي عظيمة عندما رأيت الجمهور يتفاعل بايجابية مع إيقاع النغمات العراقية المشهورة مثل "فوق النخل" وأغنية فيروز "اعطني الناي وغني" أدتها دافنه، شابة في مقتبل العمر ذات ثقافة موسيقية كلاسيكية وعربية مع والدتها الهاوية، سعاد، العراقية الأصل

اختار الفنان الخلفية الغامقة للصور على غرار ما كان متبعا في الرسم الكلاسيكي في أوربا، فيما سلط الضوء على الشخصية الفنية -بالبذلة والرباط -لإكسابها هالة من النور. هذا الاسلوب من الإضاءة الفنية عرض الموسيقيين العراقيين في منزلة رفيعة ذات أبهة، منزلة كانوا محرومين منها على ارض ألواقع في إسرائيل. إن الهجرة الجماعية من العراق في منتصف القرن العشرين، اقتلعت قرابة 150 ألف يهودي من جذورهم ، بعد إسقاط الجنسية عنهم وتجميد اموالهم المنقولة وغير المنقولة. فقطعت مشوار التقدم والشهرة على العديد من العازفين اليهود الذين كانوا من ابرز مؤسسي ومجددي الموسيقى العراقية. وقال الفنان سمحون انه بحث في قوائم الحائزين على جائزة إسرائيل وهي ارفع جائزة تقديرية تقدمها الدولة وانه فوجئ بان منذ تأسيس الدولة كان هناك ثلاثة فائزين فقط ممن يمثلون الموسيقى الشرقية، وجدوا أهلا لها.

بعد مرور أكثر من ستين عاما على تأسيسها أصبحت إسرائيل، بفسيفسائها ألاثني، أكثر تجانسا واستطاعت، بعد أخطاء كثيرة من محاولتها العقيمة لمسح الهوية الشرقية الأصلية، استيعاب اللاجئين اليهود من الدول العربية إلى جانب القادمين من أوربا على قدم المساواة. غير ان العديد من اليهود آثروا إخفاء هويتهم الشرقية لدى تعاملهم مع المنحدرين من أوربا الشرقية بل وحتى مع أبنائهم وأحفادهم مثلما كان الحال مع الفنان سمحون. وروى خلال المنتدى انه في صغره لدى زيارة عمته ، عندما كان يمسكها متلبسة بالاستماع إلى أغاني ام كلثوم كانت سرعان ما تقفل جهاز الراديو بشيء من الحياء. وهكذا تتجنب الأسئلة المحرجة التي هيمنت على العقلية الأوربية بأن الموسيقى الشرقية هي موسيقى بدائية. وعندما سمعت هذه الرواية لم اتمكن من تمالك نفسي وكبح الدموع التي تناثرت على خدي كما ينفرط عقد اللؤلؤ الثمين. كفكفت دموعي وانا اسأل نفس إذا كنت ابكي على هؤلاء الذين اضطروا إلى حرمان أنفسهم من غذاء الروح في تلك الأيام العصيبة التي كان فيها المذياع الناطق بالعربية الرفيق في رحلة العمر الموحشة؟ ام إنني ابكي على ذكريات في مخيلتي من ايام الدراسة في جامعة بغداد عندما كنت في كلية التجارة والاقتصاد، حيث كان اهتمامنا بالأغاني العراقية والموصلية يضاهي اهتمامنا بالمادة الدراسية؟ صحيح إننا نعيش في عالم غريب، حدوده الجغرافية باتت ظلالا شاحبة مما صهر ثقافتنا العابرة للقارات. فهذه دافنه الاسرائيلية تغني اغاني عراقية بينما شابة عراقية في قسم الادب العبري في جامعة بغداد تغني اغاني للمغنية الإسرائيلية "سريت حداد" بالعبرية ! اختلطت علي الأمور فهل أنا وحدي في الساحة، التي تعشق كلا الحضارتين الرائعتين؟










١٥‏/٥‏/٢٠١٠

عن جريدة معاريف -فشل حماس

الترجمة الى العربية عن موقع جريدة الحياة اللندنية
http://www.alhayat-j.com/details.php?opt=8&id=111229&cid=1862

حماس تجد نفسها تتعرض للهجوم مرة اخرى في وسائل الاعلام العربية . ليست هذه هي المرة الاولى، وهذه المرة الهزء موجه لها بقوة اكبر. والسبب هو السلاح الجديد الذي تهاجم به اسرائيل: صور متحركة، مثلما يسميها كاتب الرأي عبدالرحمن الراشد في صحيفة "الشرق الاوسط". مؤخرا نشرت حماس في اسرائيل فيلما قصيرا للصور المتحركة عن جلعاد شليت بهدف ابتزاز المشاعر من الجمهور الاسرائيلي وزيادة الضغط على حكومته. وذكر الفيلم الراشد بالسياق المثير للشفقة لحاكم العراق السابق صدام حسين في حرب الخليج، الذي حاول افشال الهجوم عليه من خلال الرأي العام في الغرب. فقد التقط لصدام في حينه صورا مع طفل صغير وهو يداعب رأسه. صورة نذكرها جيدا، تولي سذاجة زائدة للعالم الغربي. ويتساءل الكاتب اذا كانت اسرائيل ستبعث بفيلم قصير كرد يظهر رجال حماس يسيرون في الشوارع الفارغة لغزة، فيما أن الجمهور يتضور جوعا وعطشا.

لا يخفى عن ناظر العرب بان الوضع الذي يعيشه قطاع غزة هو نتيجة سياسة فاشلة لحماس، والتي لا تنجح في تحقيق الانجازات حتى في المفاوضات مع اسرائيل على تحرير شليت. وحسب "الشرق الاوسط" فقد استخلصت اسرائيل كامل المزايا من تواصل المفاوضات على مدى الزمن، ولكن في هذه الاثناء يدفع سكان غزة ثمنا مضاعفا – سواء من حيث توريد الغذاء والوقود، والذي تسيطر عليه اسرائيل، ام من ناحية تدهور وضع السكان بسبب سياسة حماس. يفهم احيانا، حتى في ظل ردود فعل القراء العرب، بان تحقيق السلام بين حماس وفتح صعب بقدر لا يقل عن تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

علاقات حماس مع حزب الله وايران هي خرقة حمراء في نظر معظم العرب. حماس تعتبر اداة لخدمة ايران وحزب الله على حساب المصلحة العربية. في الايام الاخيرة تشكل ايران موضوعا لهجمات لفظية من جانب مسؤولين عرب كبار، كوزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في زيارته الى لبنان الاسبوع الماضي. ولكن ذهب بعيدا وزير امارات الخليج، الشيخ زايد بن سلطان في ذلك. ففي زيارته قبل نحو اسبوع لدى ابو مازن في رام الله ابلغ ايران بانه يرى طهران، التي تسيطر على ثلاث جزر في الخليج الفارسي، كدولة احتلال مثل كل احتلال لارض عربية بصفتها هذه، سورية ام فلسطينية.

هذا القول جاء بعد يوم من المناورات التي اجرتها ايران في الخليج وكانت موجهة لجيرانها القريبين. هذا التصريح الحازم من وزير الخارجية جاء لسحب الارضية من تحت اقدام طهران. في نظر العرب، ايران تستغل بتهكم المشكلة الفلسطينية كي تحصل على موطيء قدم ومكانة في العالم العربي، في ظل شراء مرتزقة كحزب الله وحماس لنيل نفوذ في الشرق الاوسط – الساحة التي لا يفترض ان تتدخل فيها.

المشكلة الفلسطينية ليست التهديد الملح في المنطقة في هذه اللحظة. السيناريو الدراماتيكي الذي تتوقعه الدول العربية يوجد بالذات في ايران التي تعاني من عزلة متعاظمة، في ظل توقع عقوبات قريبة من جانب الاسرة الدولية – او كبديل، فعل ايراني ذاتي من شأنه أن يضرها بقدر لا يقل عن ذلك.

مهمة الاخيار يقوم بها الاخرون.

الانبياء للجميع

تعقيب على الحقلة الاخيرة من ذكريات البروفسور موريه

للاسف ان بعض القراء استصعبوا قبول رواية الحلم التي تحدث عنها الكاتب وبناء على معرفتي الجيدة به منذ سنين طويلة وبما انه روى لي هذه الحكاية بنفسه قبل ان ينشرها فان ايمانه لا يشوبه شائبة. ولعل عقائدنا بعدة انبياء وزيارة المراقد في العراق وغيرها هي خير مثال على الايمان بجميع الانبياء وكل من يستطيع ان يقدم الشفاعة اهلا وسهلا


١٤‏/٥‏/٢٠١٠

الحق الى اصحابه

تعقيب على خبراستعادة ارشيف يهود العراق 

ما لم يرد في التقرير ان مخطوطات كثيرة بضمن التي بحوزة امريكا تعود ليهود عراقيين اضطروا الى الفرار تحت غطاء الليل هربا من البطش البعثي وكل همهم كان انقاذ ارواحهم وفلذاتهم فما كان منهم الا ايداع هذه المصاحف في الكنيس للاحتفاظ بها غير ان الرياح هبت بما لا تشتهيه السفن. تم الاستيلاء على هذه المصاحف عنوة بدلا من اعادتها الى اصحابها الاصليين. فاين الحق يا جماعة الخير؟


١٣‏/٥‏/٢٠١٠

إيقاد شمعة أفضل من القاء اللوم على الظلام

 
 تعقيب على قول نتنياهو بأن القدس غير مذكورة في القران

مما يؤسف له أن استخدام المشاعر في السياسة لدى النواب العرب في إسرائيل بات مكرسا لكل صغيرة وكبيرة مما يذكرني بالذي يتوهم بأنه يغرق فإذا استنجد كل مرة بالناس فانه سيفقد مصداقيته وباستثناء ذكر القدس أولى القبلتين لعل من يسعفنا ببقية المرات التي ذكرت فيها القدس إذ انه ليس وسيلة للإقناع أفضل من الحقائق بدلا من المراوغات الكلامية. لماذا لا نسمع من هؤلاء النواب أن نتنياهو او غيره مخطئ في هذا الكلام؟ إن وضع الفلسطينيين في إسرائيل ناجم عن عدة أسباب، احدها فقط هو التقصير. ووضعهم يضاهي الوضع لدى الطبقات اليهودية المتدينة حيث تكرس لديها المرأة حياتها للإنجاب فيما يلجأ عامة الشعب، نساء ورجال إلى العمل، الأمر الذي يحسن بلا شك المستوى المعيشي. على العموم وضع الكثير من سكان الدول العربية ليس بأفضل من وضع الفلسطينيين ويا ليت هناك محاولات جادة لتحسين أوضاع شعوب المنطقة برمتها