١٥‏/٥‏/٢٠١٠

عن جريدة معاريف -فشل حماس

الترجمة الى العربية عن موقع جريدة الحياة اللندنية
http://www.alhayat-j.com/details.php?opt=8&id=111229&cid=1862

حماس تجد نفسها تتعرض للهجوم مرة اخرى في وسائل الاعلام العربية . ليست هذه هي المرة الاولى، وهذه المرة الهزء موجه لها بقوة اكبر. والسبب هو السلاح الجديد الذي تهاجم به اسرائيل: صور متحركة، مثلما يسميها كاتب الرأي عبدالرحمن الراشد في صحيفة "الشرق الاوسط". مؤخرا نشرت حماس في اسرائيل فيلما قصيرا للصور المتحركة عن جلعاد شليت بهدف ابتزاز المشاعر من الجمهور الاسرائيلي وزيادة الضغط على حكومته. وذكر الفيلم الراشد بالسياق المثير للشفقة لحاكم العراق السابق صدام حسين في حرب الخليج، الذي حاول افشال الهجوم عليه من خلال الرأي العام في الغرب. فقد التقط لصدام في حينه صورا مع طفل صغير وهو يداعب رأسه. صورة نذكرها جيدا، تولي سذاجة زائدة للعالم الغربي. ويتساءل الكاتب اذا كانت اسرائيل ستبعث بفيلم قصير كرد يظهر رجال حماس يسيرون في الشوارع الفارغة لغزة، فيما أن الجمهور يتضور جوعا وعطشا.

لا يخفى عن ناظر العرب بان الوضع الذي يعيشه قطاع غزة هو نتيجة سياسة فاشلة لحماس، والتي لا تنجح في تحقيق الانجازات حتى في المفاوضات مع اسرائيل على تحرير شليت. وحسب "الشرق الاوسط" فقد استخلصت اسرائيل كامل المزايا من تواصل المفاوضات على مدى الزمن، ولكن في هذه الاثناء يدفع سكان غزة ثمنا مضاعفا – سواء من حيث توريد الغذاء والوقود، والذي تسيطر عليه اسرائيل، ام من ناحية تدهور وضع السكان بسبب سياسة حماس. يفهم احيانا، حتى في ظل ردود فعل القراء العرب، بان تحقيق السلام بين حماس وفتح صعب بقدر لا يقل عن تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

علاقات حماس مع حزب الله وايران هي خرقة حمراء في نظر معظم العرب. حماس تعتبر اداة لخدمة ايران وحزب الله على حساب المصلحة العربية. في الايام الاخيرة تشكل ايران موضوعا لهجمات لفظية من جانب مسؤولين عرب كبار، كوزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في زيارته الى لبنان الاسبوع الماضي. ولكن ذهب بعيدا وزير امارات الخليج، الشيخ زايد بن سلطان في ذلك. ففي زيارته قبل نحو اسبوع لدى ابو مازن في رام الله ابلغ ايران بانه يرى طهران، التي تسيطر على ثلاث جزر في الخليج الفارسي، كدولة احتلال مثل كل احتلال لارض عربية بصفتها هذه، سورية ام فلسطينية.

هذا القول جاء بعد يوم من المناورات التي اجرتها ايران في الخليج وكانت موجهة لجيرانها القريبين. هذا التصريح الحازم من وزير الخارجية جاء لسحب الارضية من تحت اقدام طهران. في نظر العرب، ايران تستغل بتهكم المشكلة الفلسطينية كي تحصل على موطيء قدم ومكانة في العالم العربي، في ظل شراء مرتزقة كحزب الله وحماس لنيل نفوذ في الشرق الاوسط – الساحة التي لا يفترض ان تتدخل فيها.

المشكلة الفلسطينية ليست التهديد الملح في المنطقة في هذه اللحظة. السيناريو الدراماتيكي الذي تتوقعه الدول العربية يوجد بالذات في ايران التي تعاني من عزلة متعاظمة، في ظل توقع عقوبات قريبة من جانب الاسرة الدولية – او كبديل، فعل ايراني ذاتي من شأنه أن يضرها بقدر لا يقل عن ذلك.

مهمة الاخيار يقوم بها الاخرون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق