١٥‏/٧‏/٢٠١٠

ألا يستحقون قافلة بحرية ؟


في حين يفترض أن تبحر سفينة مع ألف طن من المساعدة الإنسانية من اليونان الى شواطئ غزة بمبادرة من سيف الإسلام ألقذافي، ابن الحاكم معمر القذافي، تبين في الأسابيع الأخيرة أن الفلسطينيين خاصة في مخيمات اللاجئين في لبنان هم أحوج  للمساعدة. تقتبس صحيفة 'الحياة' الصادرة في لندن من كلام مونيكا، وهي ناشطة أوروبية في وكالة الغوث في مخيمات اللاجئين في لبنان، التي فاجأتها الجهود اللبنانية لإرسال سفينة مساعدة إلى غزة وسألت بسذاجة: 'لماذا تحبون الفلسطينيين في غزة وتكرهون الفلسطينيين عندكم؟'.

يجري في المدة الأخيرة في وسائل الإعلام العربية نقاش نشيط لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وصلت القضية إلى العناوين الصحافية بعقب اقتراح عضو مجلس النواب الدرزي وليد جنبلاط منح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقا متساوية. لكن على حسب ما يقول محللون عرب توجد من وراء الاقتراح نيات تأليبية: ففي لبنان نسيج عرقي رقيق جدا من 11 مجموعة مسيحية و 5 فصائل مسلمة، ان  منح الفلسطينيين الجنسية يدخل بالضرورة في سياق سياسي بدل السياق الإنساني.

يعارض الشيعة المبادرة بدعوى ان الفلسطينيين قد يزيدون وزن اللبنانيين من أهل السنة. ويخاف المسيحيون أن يزداد وزن المسلمين في تقسيم الكعكة الوطنية، وتعلمون أن الفلسطينيين لم يحجموا عن تحريك الطبخة السياسية، وكانوا ذراعا طويلة للجيران أو لفصائل أخرى في لبنان. لقد أشأوا فتح -لاند وعقدوا أحلافا أفضت الى الحرب الأهلية التي نشبت في 1976 واستمرت 13 سنة. لا شك في أن هذا الوضع أسهم في ارتياب اللبنانيين الذين دفعوا ثمنا لوجود الفلسطينيين، لكن الفلسطينيين من جانبهم ما زالوا يدفعون ثمنا باهظا لكونهم بلا اي حقوق.

تفرض على اللاجئين سلسلة من القيود. فإدخال مواد البناء إلى مخيمات اللاجئين محظور وما يخرب لا يحل بناؤه. ولا يستطيع الفلسطينيون شراء أرض أو امتلاك ممتلكات حتى لو كانت موروثة، وتوجد 72 مهنة لا يحل للفلسطينيين العمل فيها منها الطب والصيدلة وتدقيق الحسابات والهندسة وما أشبه.

يشكو الدكتور احمد أبو مطر، وهو فلسطيني يسكن اوسلو وكان ممن نجحوا في الخروج من غزة وأنشأ لنفسه حياة مهنية أكاديمية، من أن الدول العربية ما زالت تستعمل حق العودة كورقة تين لهضم اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم الأساسية.

يؤيد أبو مطر إعطاء الجنسية حتى نضوج حق العودة إن لم يكن فوق ذلك. ويرى بعد أكثر من 60 سنة لجوء أن حق العودة لا يبان في الأفق. حتى في حال اعترفت اسرائيل بحق العودة للفلسطينيين، يشكك في أن يسارع نحو مليونين ونصف مليون من الفلسطينيين ممن يسكنون الأردن او مليون وربع مليون يحملون جنسية أجنبية إلى طرق أبواب الضفة الغربية وغزة.

وقال إن آلافا كهؤلاء عادوا الى أماكنهم منذ 1993، وما يزالون بغير رخص بقاء رسمية من اسرائيل.

ويزعم الى ذلك أنه لو أعطي الفلسطينيون في الضفة وغزة إمكان الخروج الى بلد غربي مستعد لمنحهم حقوقا مدنية، لكان عشرات الآلاف قد أصبحوا في الصفوف أمام السفارات الأجنبية.

في ضوء هذا، وفي ضوء وضع اللاجئين الصعب في لبنان، اقترح أن يتم بحث إرسال سفينة مساعدة إنسانية. يستطيع ان يركب السفينة أعضاء كنيست عرب ويهود، في تفضل إنساني لا مثيل له على الفلسطينيين الذين يستحقون المساعدة حقا.

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\14e16.htm&storytitle=ffالا يستحقون قافلة بحرية؟fff&storytitleb=ليندا منوحين&storytitlec=

 

ترجمة القدس العربي
معاريف 14/7/2010



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق