١٦‏/٨‏/٢٠١٠

مسرحية نصرالله/بقلم: ليندا منوحين/معاريف 16/8/2010

حتى الفيلم الهندي أكثر اقناعا من مسرحية حسن نصرالله" – هكذا وصف د. احمد مطر في صحيفة "ايلاف" العربية، المؤتمر الصحفي المغطى اعلاميا للامين العام لحزب الله حسن نصرالله قبل نحو اسبوع. وحاول نصرالله توجيه الشبهات لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في العام 2005 لاسرائيل.

التقارير في وسائل الاعلام العالمية بان رجال حزب الله مشبوهون بالضلوع في الاغتيال، من شأنها أن تعرض للخطر مكانة المنظمة ورئيسها ومستقبلهما السياسي.

الكثيرون في وسائل الاعلام العربية شخصوا علائم عصبية وتخوف لدى نصرالله، ليس فقط في لغة الجسد ونبرة الحديث بل وايضا في شكل عرض الحجج التي تربط اسرائيل زعما، بالتصفية. نصرالله على ما يبدو تلقى علامة التقدير الاعلى في محاولته تجنيد الرأي العام اللبناني في صالح الشبهات ضد اسرائيل. هذه حيلة مقبولة تنتشر في الدول العربية، وذلك في أنه اذا لم تكن معنا – فانت ضدنا. ومن يدعي بان اسرائيل غير مذنبة فالمعنى هو انه يعمل في صالح العدو.

ولكن عرض المعلومات والتهديدات المبطنة ساعدت، أغلب الظن، قليلا فقط في حملة العلاقات العامة لنصرالله. فقد وصف المحللون العرب العرض بانه سياسي ومدعٍ بعد أن بنى الامين العام لحزب الله توقعات عالية ولكنه فشل بسبب انعدام وجود براهين وارتباطات لعدة مواضيع لا يرتبط الواحد بالاخر.

نصرالله كسب الوقت اساسا. رئيس المحكمة الدولية دانييل بلمر توجه فورا الى الحكومة اللبنانية وطلب ان يتلقى لغرض الفحص المواد التي عرضت في المؤتمر الصحفي. وزير في حزب الله اعلن بانه سينقل المواد دون أن يتعهد بالموعد. يحتمل انه بسبب ذلك سيؤجل نشر الاستنتاجات حتى الانتهاء من فحص المواد الجديدة.

د. مطر يطرح اسئلة عديدة حول ملابسات تصفية شخصيات سياسية بارزة في اعقاب اغتيال الحريري، لم يتطرق اليها نصرالله: موت وزير الداخلية السوري غازي كنعان بعد سبعة اشهر من تصفية الحريري، وعماد مغنية، رئيس الامن في حزب الله، الذي قتل في المنطقة التي تسيطر عليها المخابرات السورية. وبهذه الاقوال يلمح مطر بان سوريا نجحت بكفاءة عالية في أن تبعد أي اشتباه عنها.

اللبنانيون، وربما كل العرب، كان يسرهم جدا لو تبينت الشبهات التي يطرحها نصرالله ضد اسرائيل راسخة بما فيه الكفاية من أجل انقاذ لبنان. الاختبار الذي ينتظر لبنان هو الحسم بين احقاق العدل وبين الاستقرار السياسي. صحيح أن العديد من اللبنانيين يرون في ذلك فرصة للقضاء على الاغتيالات السياسية، الا ان من الواضح للجميع ان المجتمع اللبناني بكل اقسامه متعلق بما يصدر عن لسان نصرالله، الذي اصبح الشرطي الحقيقي في لبنان. فقد أثبت قدرته على ايقاع الخراب والدمار على دولته.

في هذه الايام تطرح سيناريوهات عديدة لانقاذ جلدة نصرالله – ليس انطلاقا من محبته، بل خوفا من اغضابه. لحكومة لبنان مصلحة في الحفاظ على الاستقرار السياسي للائتلاف الذي يشارك فيه نصرالله. سعد الحريري، رئيس الوزراء الحالي يعرف ان اسرائيل غير ضالعة في اغتيال ابيه، ولكنه ملزم بالسير على الحبل الدقيق الذي يواصل فيه منح الثقة للمحكمة الدولية من جهة ومن جهة اخرى يتظاهر بان هناك مصلحة عامة في المواد الجديدة التي عرضها نصر الله في جهة اسرائيل. هذه حرب بقائه وبقاء بلاده.


http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\16qpt76.htm&storytitle=ffمسرحية نصراللهfff&storytitleb=صحف عبرية&storytitlec=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق