١١‏/٣‏/٢٠١٠

العرب يعتقدون أننا نجحنا في دبي عن "معاريف"

 بقلم: ليندا منوحين


بعد شهر من قضاء الوقت في مسلسل إثارة قائد شرطة دبي، ضاحي خلفان، أصبحت أشعر بالحاجة الى فطام النفس. أتقدم كل صباح الى مواقع الاخبار بالعربية كي أتلقى اللآلئ الجديدة. إن تقطير المعلومات أبقى هذه القضية تحتل العناوين الرئيسة زمناً طويلاً، لكن السؤال هو هل أحرز الحضور المكرر لقائد الشرطة في وسائل الاعلام غايته؟. أراد خلفان ان يعرض شرطة تعرف استعمال أجهزة اتصال محكمة كما يناسب دولة متقدمة ومركزاً مالياً عالمياً. وكان قصده أن يظهر شرطة ذات قدرة على الكشف حتى عن أفاعيل "الموساد". لكن جمهور القراء المثقفين من العرب المنتشر في انحاء العالم لم يقبل هذه الرسائل. ذكرت ردود القراء باللازمة الموسيقية في الاغنية الفرنسية التي أدتها المطربة داليدا مع الين ديلون في مطلع السبعينيات "كلمات، كلمات، كلمات...".


إن زيادة الانكشاف الاعلامي أفضت الى نتيجة عكسية: فقد حل محل التقدير والفخر اللذين سمعا في البدء سريعاً موجة من رسائل الانترنت تنتقد كلام قائد الشرطة. أسمع القراء سلسلة من الدعاوى أولها موجه الى عدم قدرة شرطة دبي على اعتقال المنفذين. ان مقالة "دبي هزمت الموساد" التي نشرت في الموقع العربي الشعبي "ايلاف"، أحدثت موجة سخرية من الردود تقول ان امتحان النجاح يفترض ان يكون بالنتيجة. ذكر عدد من اصحاب الردود ان "الموساد" يتمتع بهالة تقدير لسنين طويلة بين الاذرع الاستخبارية في العالم، وقليلة جدا هي الحالات التي تم الامساك فيها بالمنفذين.


لكن الردود تعبر أيضا عن خيبة أمل كبيرة لعدم قدرة الدول العربية على منع تكرار هذه الاحداث، التي تصبح معها أرضها ساحة أعمال تجسس واستخبارات في حين تتملص اسرائيل من العقوبة. كذلك حقيقة ان مسؤول "حماس" الكبير المبحوح استعمل جوازاً عراقياً رسمياً بهوية مختلقة لم تحظ باهتمام خاص أو جدي من قائد الشرطة. وهذا السؤال لا يزال دون جواب مناسب في نظر القراء.


يرى أولئك القراء العرب ان العملية المنسوبة الى "الموساد" ــ التي اسرعت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى تعييبها وتعريفها على انها فشل ــ ناجحة على نحو خاص. فكيف نجح فريق من الاشخاص جد كبير في دخول دبي تحت أنف الشرطة، سأل القراء. وكيف نجح دخول المبحوح بجواز مزيف، بخلاف سياسة دبي المعلنة ودون علم منها، ومن يخدم ذلك؟ هل يمكن أن "الموساد" لم يضع في حسبانه إمكان وجود عدسات التصوير في الفندق؟ ان علامات الاستفهام هذه التي يثيرها القراء تكشف عن المسار الذي يسير فيه العالم العربي في العصر الرقمي. انتقاد صائب بلا نفاق، إلى جانب غضب يعبر عن خيبة الامل وطوفان من المشاعر يكون مصحوباً أحياناً دون قليل من الكراهية.

















تاريخ نشر المقال 05 آذار 2010



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق